خــطـــورة حــبــــس الــــــبـــــكــــــاء !!
*****
يقول الدكتور (( ايرفنج ماركويتز ))
مدير مركز رعاية الطفولة
بمدينة (( نيوجرسي))
ان تربية الأولاد (( الصبيان ))
على حبس البكاء والسخرية من الباكي
ظاهرة من أسوأ ظواهر سلبيات الثقافة الإنسانية
ذلك لأن الحس المرهف
هو سمة التوازن في نفس الإنسان
أما القدرة على حبس البكاء وكتمان الضحك
فتصرف يشير الى خلل في المشاعر
اذا ضج الجميع بالضحك عند سماع نكته
وبقي واحد لم تهزه البهجة
فاننا نصفه ببلادة الحس
وأولى بهذا الوصف شخص
لا تقطر عيناه دمعة
عندما يتعرض لألم مبرح أو حزن ساحق
*****
وهذان النقيضان غالبا
من نتاج التربية على حبس البكاء
وغالبا ما يصبح هؤلاء غلاظ أكباد
يفقدون جانبا كبيرا
من شفافية الإحساس الإنساني
ويعجزون عن تكوين نسيج
من العلاقات الطيبة الوثيقة مع عشرائهم
******
الرجل الذي يدفن آلامه في أعماقه
ويقاومها حتى لا تفيض دموعا تغسل أحزانه
ويبقيها جمرات تعذبه
وتسبب له ولغيره متاعب لا مبرر لها
وليس من السهل أن يشارك اي فرد غيره
من الناس أفراحه ومسراته
******
أما عظمة الإنسانية
فهي القدرة
على رقة الإحساس بما يصيب الناس
ومشاركتهم في أحزانهم
لكن هذه العظمة العاطفية تقضي عليها
فكرة يورثها الآباء للأبناء
في مختلف الثقافات التاريخية والمعاصرة .
مؤداها أن البكاء والدموع
هما أوضح علامات الضعف
*****
ولو نظرنا الى هذا الاعتقاد نظرة موضوعية
لوجدنا أن الدموع ربما كانت دليلا
على القوة وليس الضعف
دموع الضعف
يذرفها المستجدي والمستعطف
أما دموع الأسى
والمشاركة الوجدانية والشعور
بالألم فلا يجرؤ على مواجهة الواقع بها
في مجتمع يستنكر رجاله البكاء
الا شخص قوي شجاع
والرجل القوي الشجاع
يثق في قدرته على التعامل مع عواطفه
ولا يهمه ان يخطئ الناس في طويته
اذا عبر عن مشاعره الطبيعية بصدق
فأضحكته النكته او ابكته كارثة
ما دام محافظا على مشاعر الناس
لا يخدشها ولا يقصد بالضحك او البكاء
خداعا اورياء او تزلقا .
*****
ان جمود الاحساس وكبت المشاعر
علة تقلل من القدرة على مقاومة المرض
لأنها تحكم بالجمود على أجزاء
معينة من المخ والجسم
ولكن تراكم الآلام يجعلها
تنفجر يوما في صورة مرضية
******
حبس الدموع يؤدي إلى
الإصابة بالصداع والامراض
( لماذا ؟)
*****
تشير أحدث الدراسات التى اجريت
في معامل الأبحاث النفسية بولاية نيسوتا
إلى أن ذرف الدموع
ليس دليلا على الضعف أو عدم النضج
ولكنها على العكس
تعتبر أسلم طريقة لتحسين حالة الصحة
من حيث التخلص من المواد الكيميائية
المرتبطة بالتوتر والموجودة في الجسم
كما أنها تساعد في إرخاء العضلات
وأن البكاء أسلوب طبيعي
لإزالة تأثير المواد الضارة من الجسم
*****
ويؤكد العلماء المتخصصون
أن البكاء يزيد من عدد ضربات القلب
ويعتبر تمريناً مفيداً للحجاب الحاجز
وعضلات الصدر والكتفين
وعند الانتهاء من البكاء
تعود سرعة ضربات القلب
إلى طبيعتها وتسترخي العضلات
وتحدث حالة شعور بالراحة
*****
أما كبت الدموع
فيؤدي إلى الإحساس بالضغط والتوتر
كما أنه يمكن أن يؤدي إلى الإصابة
ببعض الأمراض مثل الصداع
******
وقد أثبت أحد الأطباء
من خلال تحليل دموع البشر
إلى أن الدموع تحتوي
على مواد كيميائية مسكنة للألم
يفرزها المخ
فسبحان الله العظيم
*****